آية المباهلة فى سورة آل عمران .. النبى يحاجج نصارى نجران



سبب النزول

نزلت الآيات الأولى من سورة آل عمران من أول السورة وحتى آية المباهلة بسبب نزول وفد نصارى نجران (منطقة باليمن) لزيارة رسول الله للتحقق من دعوته 60 رجلا منهم 14 من أشرافهم (وكان من كبارهم العاقب والسيد) ولما جادلوا الرسول فى شأن عيسى بن مريم عليه السلام أياما ونزلت الآيات تبين قصة آل عمران بدءا من ولادة مريم ثم حملها بالمسيح وحقيقة رفعه للسماء وأنه عبد الله ورسوله أصر كبار وفد نجران على الأنكار بعد الحجج والبراهين حتى نزل قول الله:
﴿ إِنَّ مَثَلَ عِيسَىٰ عِندَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ ۖ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ ( 59 ) الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَلَا تَكُن مِّنَ الْمُمْتَرِينَ ( 60 ) ﴾
الآيات 59 و 60 - سورة آل عمران

الدعوة للملاعنة والله يأمر بالمباهلة

وكان من عادات الأمم السابقة الملاعنة حيث يجتمع المتجادلين ويدعوا بإنزال اللعنة على الكاذب فيهما.

والمباهلة هى الأبتهال بالملاعنة (الأبتهال هى الأجتهاد فى الدعاء).

روى البخاري في صحيحه عن حذيفة بن اليمان قوله: »جاء العاقب والسيد صاحبا نجران إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يريدان أن يُلاعناه، فنزل أمر الله تعالى لرسوله بملاعنتهم بآية المباهلة:
﴿ فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ ﴾
آية 61 - سورة آل عمران

تراجع نصارى نجران

قال السيوطى: فواعدوه لغدٍ، فغدا النبي ومعه علي والحسن والحسين وفاطمة من أهل بيته (كما جاء فى الآية)، فأبوا أن يلاعنوه وصالحوه على الجزية فقال النبي : لقد أتاني البشير بهلكة أهل نجران حتى الطير على الشجر لو تّموا على الملاعنة »

روى البخارى: فقال أحدُهما لصاحبه: لا تفعل فوالله لئن كان نبياً فلاعنا لا تفلح نحن ولا عقبنا من بعدنا. قالا: «إنا نعطيك ما سألتنا وابعث معنا رجلاً أميناً، ولا تبعث معنا إلا أميناً.» فقال «لأبعثن معكم رجلا أمينا حق أمين» فأستشرف له أصحاب رسول الله فقال «قم يا أبا عبيدة بن الجراح» فلما قام قال رسول الله «هذا أمين هذه الأمة»

قال الإمام ابن القيم: «إن السنة في مجادلة أهل الباطل إذا قامت عليهم حجة الله، ولم يرجعوا، بل أصروا على العناد، أن يدعوهم إلى المباهلة،» وذكر ابن حجر مثل هذا.

المصادر

تفسير ابن كثير
تفسير الدر المنثور - السيوطى
صحيح البخارى

Post a Comment

0 Comments