جاك سبارو .. القرصان الأنجليزى .. القصة الحقيقية وحقيقة أسلامه وبطولاته

   رسم جاك وارد (الحقيقى) قبل أسلامه وجاك سبارو (الخيالى)

أصل الأسم الحقيقى

أسمه الحقيقى هو جاك وارد بحار انجليزي ولد سنة 1553 في انجلترا في فافيرزهام كينت الواقعة جنوب شرق انجلترا وكانت ملجأ للهاربين والقراصنة.

وأشتهر ب "جاك بيردى" أو جاك محب الطيور لشغفه الشديد بالطيور وتربيتها. والأسم المشابه فى الفيلم السينيمائى جاك سبارو (جاك العصفور). وقد أشتهر أيضا ب "جاك السكير" بسبب أدمانه للخمر وهو ما أقلع عنه بعد أسلامه.

تناول السينما الأمريكية للشخصية

تم أختراع شخصية خيالية مبنية على الشخصية الحقيقية جاك وارد بأسم القرصان " جاك سبارو " السكيرغريب الأطوار الذى يحقق أهدافه بالتفاوض مع أى شخص والمكر أكثر من القتال وهو واحد من لوردات القراصنة المسيطرين على البحار السبعة ويحاربوا شركة الهند الشرقية للتجارة المحدودة والتى أحتلت عدة دول لصالح أنجلترا وتاجرت بالتبغ وغيره وسفينته " اللؤلؤة السوداء " التى سرقها منه شريكه بارباروسا ويستعيدها دائما ..

مثل الفيلم جونى ديب وأضاف الكثير لشكل وملابس الشخصية ولنجاحه أصبح سلسلة من 6 أفلام.

وبالطبع الكثير ما سبق مختلق بالذات أن بارباروسا (ذو اللحية الحمراء) كان قائد البحرية العثمانية ويعد من أعظم القادة البحريين فى التاريخ وكان فى فترة زمنية سابقة لجاك ولكن عدائه وأرعابه لأوروبا بحريا وبريا جعلهم يصوروه كقرصان بغيض عنيف (أنظر موضوع خير الدين بارباروسا).

بداية البحار جاك مع الحرب الأنجلو أسبانية (1585 – 1604)

بدأت الحرب بين الملك فيليب الثانى ملك أسبانيا و اليزابث الأولى ملكة أنجلترا بهجوم الأرامادا الأسبانية (الأسطول الأسبانى) وهو أقوى أسطول بحرى وقتها على سواحل أنجلترا ولكن للحظ السىء أدت الأعاصير العنيفة لتراجع وتشتت الأسطول وتدير معظمه وردت أنجلترا ببناء الأرمادا الأنجليزية (المضادة) ومحاولة الهجوم على أسبانيا ففشلت أيضا.

بدأ جاك كبحار فى الأسطول الأنجليزى وأبدى شجاعة فى الحرب ضد أسبانيا مما صقل مهاراته العسكرية.

ولكن خلال تلك الحرب رخصت اليزابث القرصنة ضد سفن أسبانيا (قرصنة بمجرى تفويض من الملكة شخصيا) مع ضريبة 10 بالمئة من الغنائم والبضائع للدولة مما زاد ثراء أنجلترا فى عهدها وصارت القرصنة مصدر دخل.

وجد جاك الفرصة وشارك فى القرصنة المرخصة والأستيلاء على السفن وجنى الكثير من المال.

نهاية الحرب 1604م وجاك يتمرد

بعد محاولات فاشلة لأنهاء الحرب من كل طرف لصالحه انتهت الحرب بمعاهدة لندن 1604 بين ملك إسبانيا الجديد، فيليب الثالث، وملك إنجلترا الجديد، جيمس الأول. وأصدر جيمس قرارا بتجريم القرصنة بعقوبة الإعدام.

قرر جاك العودة للقرصنة كخارج على القانون هذه المرة وأستعمل مهارات الأقناع وقيادته الفذة فى جمع طاقما لسفينة بدأت صغيرة ثم بدلها بسفينة أكبروذاع صيته فى نهب السفن التجارية وأصبح أشهر قراصنة وقته لمحبة رجاله له وقيادته الملهمة التى تثير حماس جنوده.

كان جاك يصيح فى أتباعه ليحمسهم أثناء القتال:

الى القتال يا اولاد الأبالسة..

هاجموهم يا ملاعين..

سأركل مؤخرة من يتقاعس عن القتال يا حفنة من الجيف..

اللعنة على من يستسلم

جاك فى تونس

بحث جاك عن ملاذ آمن ومركز لعملياته ولم يجد أفضل من تونس.

نظرا للعداء بين الدولة العثمانية وأسبانيا بعد طرد المسلمين من الأندلس وأضطهادهم بمحاكم التفتيش الوحشية بأعتراف الغرب ذاته وطمع أسبانيا فى تونس والجزائر والمغرب العثمانيين ونهبهم وأحتلالهم عدة مرات.

كانت تونس مركز للحملات العثمانية وملجأ لأعداء أسبانيا المتحالفين معهم وأعجب الحاكم القوى وقتها "عثمان دى" (دى هو لقب حاكم الأندلس العثمانى وكان أختياره لبراعته فى تأمين تلك المنطقة الحدودية الخطرة) بشجاعة وعقل جاك وأتخذه صديقا ومستشارا له.

كان جيش عثمان بك دى من ذوى خبرة قتالية بل وكان معظمه من المسيحيين فكان يقدر المقاتل أيا كان أصله أو دينه.

ومع نجاحات جاك وتهديده المستمر لسفن أنجلترا دارت مفاوضات بين جاك وملك أنجلتراوفرفض الملك أصدار العفو الا بترك جاك لحياة البحر وهو ما كان مستحيلا أن يقبله.

وأستمرت أسطورة جاك بمهاجمته السفن الكبيرة الأسبانية والفرنسية والأنجليزية و الفينيسية مما دعا فينسيا لمنع خروج أى سفينة بدون حماية 3 مقاتلات أو أكثر وأستهداف أى سفينة يشتبه بها ولم يفلحوا فى قتله ثم تحالفت ضده فرنسا وأنجلترا وأرسلوا المقاتلات ودروا العديد من السفن ولكنه كان يهرب كل مرة ويعود ليهاجم السفن مرة أخرى لحبه للمغامرة رغم ثرائه والكنوز التى أمتلأ بها قصره. وكان ما يحيكه عنه رجاله ممن أسروا وانبهارهم به وبحيله يزيد من الأساطير المنسوجة عنه.

رسم متخيل ليوسف رئيس (جاك وارد) لرسام أنجليزى بعد أسلامه وأرتداء الرداء العثمانى

جاك يعتنق الأسلام ويصبح "يوسف رئيس"

بدأ جاك يبحث عن هدف لحياته غير السلب والنهب والمغامرة ولما سمع الكثير عن الأسلام من مشايخ الأسلام ممن يجالسون عثمان دى قرر أعتناق الإسلام عام 1609م واختار أسم "يوسف ريس" (يوسف رئيس) بل وأمتنع عن شرب الخمر التى أشتهر بحبها وكل المحرمات وتزوج وأستقر بتونس.

وقرر أن يقوم بما يخدم المستضعفين والأسلام ويساعد في إنقاذ آلاف اليهود و المسلمين الذين اضطروا إلى الفرار بعد تعرضهم للإضطهاد من محاكم التفتيش الأسبانية كما فعل بارباروسا من قبل مستغلا حنكته البحرية وسمعته المخيفة رغم تخطيه سن الستين عاما.

بالطبع حاول العديد تشويه سيرته في كل الحكايات والروايات الأدبية الأوروبية عنه مثل رواية (( مسيحي يتحول الي التركية )) للكاتب (( روبرت دابرون )) ويقصد بالتركي أي المسلم وذلك لشعبيته بين العامة وخوفهم من تأثرهم بأسلامه وألتزامه.

موت يوسف رئيس

فى آخر بضع سنوات من حياته تفرغ يوسف (جاك) للحياة مع أسرته وتدريب البحارة وتربية الطيور بقصره حتى أصيب بالطاعون الذى ضرب أوروبا وشمال أفريقيا 1623 وأدى لوفاته بقصره فى تونس عن سن 70 عاما.

المصادر

أشهر القراصنة فى التاريخ - أبو عيسى عبد الجليل و هيثم مصطفى
جاك سبارو - ويكيبيديا

Jack Ward - Wikipedia
Pirate John Ward: the real Captain Jack Sparrow - BBC History (Jack Sparrow: Which Real Pirate Inspired The Pirate of the Caribbean? (historyextra.com))