خواتيم سورة البقرة ..سبب النزول وفضلها ولماذا أشفق الصحابة أول نزولها



سبب النزول وقصة الصحابة مع خواتيم سورة البقرة

الإمام أحمد عن أبي هريرة ، قال : 
لما نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم : 
﴿ لِّلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ۗ وَإِن تُبْدُوا مَا فِي أَنفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُم بِهِ اللَّهُ ۖ فَيَغْفِرُ لِمَن يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَن يَشَاءُ ۗ وَاللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾ الآية 284 - سورة البقرة
اشتد ذلك على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ثم جثوا على الركب ، وقالوا : يا رسول الله ، كلفنا من الأعمال ما نطيق : الصلاة والصيام والجهاد والصدقة ، وقد أنزل عليك هذه الآية ولا نطيقها .
(أى أن الصحابة خافوا أن يحاسبهم الله بحديث النفس وأدركوا أن هذا تكليف عظيم لن يقدروا عليه)
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " أتريدون أن تقولوا كما قال أهل الكتابين من قبلكم : سمعنا وعصينا ؟ بل قولوا : سمعنا وأطعنا ، غفرانك ربنا وإليك المصير " .
فلما أقر بها القوم وذلت بها ألسنتهم ، أنزل الله في أثرها :
﴿آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ ۚ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ ۚ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا ۖ غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ ﴾
الآية 285 - سورة البقرة
فلما فعلوا ذلك نسخها الله فأنزل :
﴿لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ۚ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ ۗ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا ۚ رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا ۚ رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ ۖ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا ۚ أَنتَ مَوْلَانَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ ﴾
الآية 286 - سورة البقرة
وروى مسلم :
" فلما فعلوا [ ذلك ] نسخها الله ، فأنزل : ( لا يكلف الله نفسا إلا وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا ) قال : نعم ، ( ربنا ولا تحمل علينا إصرا كما حملته على الذين من قبلنا ) قال : نعم ، ( ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به ) قال : نعم ، ( واعف عنا واغفر لنا وارحمنا أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين ) قال : نعم .
ويقال أن ممن جثوا على الركب أشفاقا من التكليف يالآية أبو بكر الصديق، عمر بن الخطاب، عبد الرحمن بن عوف، معاذ بن جبل ومجموعة من الأنصار.

أفضلية الأمة المحمدية (سمعنا وأطعنا لا سمعنا وعصينا)

تضمنت سورة البقرة الكثير من الأحكام والتشريعات ولكنها تميزت بذكر مسلك بنى أسرائيل مع أوامر الله وهو (سمعنا وعصينا) وهو ما يتضح فى قصة البقرة وتلكأهم وعنادهم وجحودهم بأوامر الله.
أما المسلمين فلما نزل عليهم الأمر ورغم صعوبته أنصاعوا لأمر الله وقالوا (سمعنا وأطعنا) ولذا أنتقل الأستخلاف فى الأرض لهم وخفف الله عنهم ورفع عنهم أصر الذين عصوا قبلهم وأهداهم آيتين يدعون بهما فيغفر الله لهم النسيان والخطأ ولا يحملهم فوق طاقتهم وهم خواتيم سورة البقرة.

فضل خواتيم سورة البقرة 


المصادر
تفسير ابن كثير
معهد آفاق التيسير للتفسير

Post a Comment

0 Comments