نسبه
حزقيل بن بوذى
ويسمى بأبن العجوز لأن أمه حملت به بعد أن عجزت وعقمت ودعت الله (قصته مشابهة لأشمويل وأمه أرملة دعت الله ليهبا ذكرا ليكون نبيا وقيل أشمويل هو ابن العجوز). أنظرشمويل.
وهناك رأى حزقيال عند اليهود Ezekiel هو النبى ذو الكفل المذكور فى القرآن.
ويوجد فى التوراة سفر يسمى بسفر حزقيال وأصحاح العظام اليابسة أشارة لعظام الموتى التى أحياها الله بدعائه.
حزقيل يحكم فى بنى أسرائيل
هو ثالث من حكم بنى أسرائيل بعد الخروج من التيه بعد يوشع ابن نون و كالب ابن يوفنا (الرجلان اللذان يخافا الله ولم يخافا قتال الجبابرة) أى ثالث خليفة لموسى الذى توفى هو وهارون عليهما السلام فى التيه.
حكم حزقيل بنى أسرائيل بالتوراة كما فعل موسى ويوشع عليهما السلام وكالب من قبله (وكان كالب رجلا صالحا ولكن لم يكن نبيا) حتى حدثت معجزة أحياء الموتى.
معجزة أحياء الموتى مع النبى حزقيل
هم أهل قرية يقال لها داوردان قبل واسط (وقيل اذرعات)، وقع بها الوباء (الطاعون) (وقيل أنهم فروا من الجهاد).
خرج بضعة وثلاثون ألفا فارون من الطاعون فنزلوا بوادى (ويقال واد أفيح)، فقال لهم الله موتوا فماتوا جميعا ومضت عليهم دهور طويلة فبقى منهم عظام بالية
{ أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ فَقَالَ لَهُمُ الله مُوتُوا ثُمَّ أَحْيَاهُمْ إِنَّ الله لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَشْكُرُونَ } (البقرة: 243)
فمر بهم حزقيل عليه السلام فوقف عليهم متفكرا ومتعجبا من قدرة الله تعالى.
فأوحى له: أتحب أن يبعثهم الله وأنت تنظر؟
فقال: نعم.
فأُمِر أن يدعو تلك العظام أن تكتسي لحما، وأن يتصل العصب بعضه ببعض، فناداهم عن أمر الله له بذلك، فقام القوم أجمعون وكبروا تكبيرة رجل واحد.
ورجعوا إلى قومهم أحياء، يعرفون أنهم كانوا موتى، سحنة الموت على وجوههم حتى ماتوا لآجالهم التي كتبت لهم.
وهذه المعجزة تدل على قدرة الله على أحياء الموتى وأن الله لا راد لقضائه فالأخذ بالأسباب لا يغنى عن التوكل على الله.
وقد تكررت آية أحياء الموتى بقدرة الله فى القرآن عدة مرات أخرى فى الطير التى أحياها الله لإبراهيم عليه السلام وأصحاب الكهف والعزير الذى مات هو وحماره ثم بعثهما الله.
من أين جاء الرجز (الطاعون)؟
ورد فى القرآن كلمة رجز 3 مرات
فبدّل الذين ظلموا قولًا غير الذي قيل لهم، فأنزلنا على الذين ظلموا رجزًا من السماء بما كانوا يفسقون (البقرة 59)
فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ قَوْلًا غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِجْزًا مِّنَ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَظْلِمُونَ (الأعراف 162)
إِنَّا مُنزِلُونَ عَلَىٰ أَهْلِ هَٰذِهِ الْقَرْيَةِ رِجْزًا مِّنَ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ (العنكبوت 34)
سأل أسامة بن زيد النبي (ص) عن الطاعون، فقال:
الطَّاعُونُ رِجْسٌ أُرْسِلَ علَى طَائِفَةٍ مِن بَنِي إسْرَائِيلَ -أوْ علَى مَن كانَ قَبْلَكُمْ- فَإِذَا سَمِعْتُمْ به بأَرْضٍ فلا تَقْدَمُوا عليه، وإذَا وقَعَ بأَرْضٍ -وأَنْتُمْ بهَا- فلا تَخْرُجُوا فِرَارًا منه (البخارى)
خرج عمر بن الخطاب إلى الشام وقت بدأ فتحها ، حتى قابل قائد الجيش أبو عبيدة بن الجراح وأصحابه، فأخبروه أن الطاعون (سمى بطاعون عمواس نسبة لبلدة) وقع بالشام.
فأستشار المهاجرين والأنصار، فاختلف المهاجرين فى رأيهم وأختلف الأنصار فى رأيهم ثم أستشار مهاجرى الفتح من مشايخ قريش فقالوا:«نرى أن ترجع بالناس ولا تقدمهم على هذا الوباء»
فنادى عمر في الناس: «إني مُصبّح على ظهْر فأصبحوا عليه»
قال أبو عبيدة بن الجراح: «أفراراً من قدرِ الله؟»
فقال عمر: «لو غيرُكَ قالها يا أبا عبيدة، نعم، نفرُّ من قدر الله إلى قدر الله، أرأيتَ لو كان لك إبل هبطت وادياً له عدوتان: إحداهما خصبة والأخرى جدبة، أليس إن رعيت الخصبة رعيتها بقدر الله، وإن رعيت الجدبة رعيتها بقدر الله؟»
فجاء عبد الرحمن بن عوف وكان متغيبا ببعض حاجته، فقال: إن عندي من هذا علما، سمعت رسول الله ﷺ يقول:
« إذا كان بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا فرارا منه، وإذا سمعتم به بأرض فلا تقدموا عليه »
فحمد عمر الله وغادر الشام.
مات فى هذا الوباء عبيدة ابن الجراح و معاذ ابن جبل الصحابيين الجليلين رضى الله عنهما وخلفهما عمرو ابن العاص الحصيف وقد خطب فى الناس وأمرهم بالتفرق الى الشعاب والأودية حتى رفع الله البلاء.
ومن الناحية العلمية أثبت العلم أن الطاعون سببه نوع من البكتيريا المتحولة سريعة الأنتشار وشديدة الفتك وقد توصل العلم لعلاجها فسبحان الله مسبب الأسباب.
وفاته عليه السلام
توفى النبى حزقيل ويقال أن له قبر فى مدينة داريا السورية. والرأى أن ذو الكفل هو حزقيال فيوجد قبرالنبى حزقيال فى قرية الكفل بالعراق وآخر فى قرية حارس الكفل بنابلس .
لما توفى حزقيل عليه السلام نسي بنو إسرائيل عهد الله إليهم، وعظمت فيهم الأحداث، وعبدوا الأوثان، وكان في جملة ما يعبدونه من الأصنام صنم يقال له: بعل، فبعث الله إليهم إلياس عليه السلام. وهذه قصة أخرى.
المصادر
قصص الأنبياء (جزء من كتاب البداية و النهاية لأبن كثير)
تاريخ الأمم والملوك (الطبرى)
المنتظم في تاريخ الملوك والأمم (ابن الجوزى)
ويكيبيديا العربية
0 Comments