شمويل (صموئيل) عليه السلام - النبى المنتظر وطالوت الملك وداود المقاتل

أسمه ونسبه

شمويل (شموئيل) (أشمويل) بن بالي بن علقمة بن يرخام بن اليهو بن تهو بن صوف بن علقمة بن ماحث بن عموصا بن عزريا.
شمويل بالعبرانية هى نطق لأسماعيل بالعربية ، وتعنى "سمع الله دعائي".

لاحظ أن "أيل" بالعبرانية تعنى الله جل جلاله. ولذا فالأسماء التى تنسب لله تنتهى بمقطع "أيل" مثل أسرائيل أو جبرائيل (جبريل). وهناك تداخل كبير بين اللغتين العربية و العبرانية فأصلهم واحد.
باللاتينية Samuel (صموئيل)

وفى التوراة والعهد القديم سفرين بأسم صموئيل.

النبى المنتظر لبنى أسرائيل - حال بنى أسرائيل قبل شمويل

قاد يوشع عليه السلام بنى أسرائيل وخرج بهم من التيه وقادهم ليقاتلوا الجبارين ويدخلوا بيت المقدس (أورشليم) بأمر الله تعالى ثم خلفه كالب ابن يوفنا ثم خلفه حزقيال عليه السلام فى الحكم بين بنى أسرائيل بشريعة التوراة.

وبعد أن تجبر بنى أسرائيل وعصوا وبدلوا كلام الله (التوراة) ونسوا عهدهم لله عاقبهم الله فأنقطع عنهم الأنبياء وسلط الله عليهم العماليق من أهل فلسطين من أرض غزة وعسقلان وهم من ذرية "عمليق بن لاوذ بن إرم بن سام بن نوح" -عليه السلام-، وهم من أقدم سكان الجزيرة العربية، ويسمون "الجبابرة" لتميزهم بالطول الفارع، وضخامة الأجسام فقتلوا فى بنى أسرائيل وسبوا أبنائهم وسرقوا منهم تابوت العهد.

هيكل عظمى لعملاق عثر عليه فى الجزيرة العربية

وهذه سنة الله فى خلقه, يدفع الناس بعضهم ببعض ويورث الأرض لمن يشاء ويمتِع الى حين ثم يردُ الناس لربهم فيحاسبوا جميعا.

وأناب بنى أسرائيل ودعوا الله وأنتظروا نبى يحكم فيهم بشرع الله الذى نسوه.

ولادته ونشأته

أنقطعت النبوة من بنى أسرائيل وكانوا ينتظرون الأنبياء من سبط لاوي، ولم يبق من سبط لاوى إلا جنين أرملة حبلى مات عنها زوجها، فجعلت تدعو الله عز وجل أن يرزقها ولدا ذكرا، فولدت غلاما فسمته أشمويل "سمع الله دعائي".

وقد سلمته أمه لرجل صالح متعبد فى مسجد (معبد لله تعالى) ليتعلم منه حتى بلغ أشده وبينما هو ذات ليلة نائم ناداه جبريل -عليه السلام-: إن ربك قد بعثك إلى قومك.

شمويل يحكم بنى أسرائيل

حكم شمويل بنى أسرائيل بالتوراة وأعادهم الى طاعة الله حتى جاء الوقت للقتال.
ذهب بنى أسرائيل لشمويل ليطلبوا أذن الله فى قتال العمالقة:

أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلَأِ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى إِذْ قَالُوا لِنَبِيٍّ لَهُمُ ابْعَثْ لَنَا مَلِكا نُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ قَالَ هَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ أَلَّا تُقَاتِلُوا قَالُوا وَمَا لَنَا أَلَّا نُقَاتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِنْ دِيَارِنَا وَأَبْنَائِنَا فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ تَوَلَّوْا إِلَّا قَلِيلا مِنْهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ (البقرة 246)

لكنهم يطلبون ملك ليقودهم فى القتال وقد كان يكفيهم نبيهم ولكن هذا حال بنى أسرائيل فى كثرة السؤال والجدال حتى أنهم سيعترضوا على الملك الذى طلبوه وقد علم شمويل أنهم سيطلبون القتال وبعد نزول أمر الله سينكسوا كعادتهم.
لكنهم جادلوا بأن طردهم وقتلهم وسبى أبنائهم سبب كافى للقتال ليحرروا بنيهم ويهزموا عدوهم اللى أذلهم.

ولم تنتهى الآية حتى ينبئنا الله بأنه سيتراجع أغلبهم خوفا كما تراجع أبائهم جميعا عن قتال الجبارين وعاقبهم الله بالتيه. لكن الفرق أن الفئة القليلة من المتأخرين التى صدقت الله العهد سيكون لهم النصر لكن بعد أن يختبروا ويمحصوا.

شمويل النبى وطالوت الملك

وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللَّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكا قَالُوا أَنَّى يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِنَ الْمَالِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ وَاللَّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (البقرة 247)

من هو طالوت؟
طالوت بن قيش بن أفيل بن صارو بن تحورت بن أفيح بن أنيس بن بنيامين بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم الخليل.
بالعبرية شاول (شاؤول) وباللاتينية Saul

كان عاملا إما سقاءا أو دباغا وقيل غير ذلك وكان صالحا عالما فارع الجسم.
وكما كانت النبوة في سبط لاوى، كان المُلكُ في سبط يهوذا، أما طالوت فكان من سبط بنيامين وفقير فنفروا منه وطعنوا في إمارته.

ويقال أن الله قد أوحى إلى شمويل أن أيّ من بني إسرائيل كان طوله على طول هذه العصا فهو ملكهم، فجعلوا يدخلون ويقيسون أنفسهم بتلك العصا، فلم يكن أحد منهم على طولها سوى طالوت.

وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِمَّا تَرَكَ آلُ مُوسَى وَآلُ هَارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلَائِكَةُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (البقرة 248)

وأراد الله أن يريهم آياته ويثبت حكم الملك الصالح طالوت فأرسل لهم الملائكة (ويقال نهارا جهارا) تحمل تابوت الميثاق (تابوت العهد) المسروق الذى يحتوى باقى الألواح التوراة وآثار موسى وهارون ووضعته أمام طالوت ليقدمه بنى أسرائيل فى الحرب أمامهم كما كانوا يفعلون فيثبتوا ويثقوا فى النصر.

الأستعداد للمعركة

فَلَمَّا فصل طَالُوتُ بِالْجُنُودِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ فَمَنْ شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَنْ لَمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلَّا مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلَّا قَلِيلا مِنْهُمْ فَلَمَّا جَاوَزَهُ هُوَ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ قَالُوا لَا طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلَاقُو اللَّهِ كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ (البقرة 249)

أختبرهم طالوت بالنهر وهم عطشى فمن أطاعه أكمل معه. لكن بقى معه أقل القليل وقيل عدد المسلمين فى غزوة بدر أى حوالى 313 مقاتل ولما رأوا جيش العماليق الهائل أستضعف أغلب المقاتلين أنفسهم وظنوا ألن يقدروا عليهم إلا الموقنين بلقاء الله. 

قتال العماليق (العمالقة) وظهور البطل داود

وَلَمَّا بَرَزُوا لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالُوا رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ ( البقرة 250)

طلبوا من الله التثبت الظاهر والباطن كى تستقر قلوبهم ولا تقلق، وتثبت أقدامهم فى القتال وأن ينزل عليهم النصر.

فَهَزَمُوهُمْ بِإِذْنِ اللَّهِ وَقَتَلَ دَاوُدُ جَالُوتَ وَآتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاءُ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلَكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ (البقرة 251).

جالوت (باللاتينية Goliath) هو قائد العماليق وكان أقواهم وأضخمهم جسما وأكثرهم هيبة. 
طلب العملاق جالوت المبارزة ورغم أعلان طالوت المكافأة لمن يقاتله لم يبرز له الا فتى حديث السن هو داود عليه السلام فضرب الفتى بمقلاعه البسيط هذا العملاق المدجج بالسلاح والدروع  فأصاب جبهته وأسقطه ثم حز رأسه أمام الجيشين الذاهلين.

دارت رحى المعركة وأنتصر جيش طالوت بأمر الله وأوفى طالوت بعهده الذى قطعه وزوج داود أبنته وجعله قائد جيشه حتى أختار الله داود للملك والنبوة, ولهذا حديث آخر.

وفاته و قبره

يتوقع أن يكون قبر النبى شمويل (صموئيل) تحت المقام الموجود فى مسجد النبى صموئيل الذى بناه الظاهر بيبرس فى قرية بنفس الأسم شمال شرقى القدس. 

المصادر:
قصص الأنبياء (جزء من كتاب البداية و النهاية لأبن كثير)
ويكيبيديا العربية