المقداد بن عمرو - أول فرسان الاسلام و حارس الرسول


ما نتيجة غزوة حنين


"المقداد رجل يحبه الله والمقداد منا ال البيت"

قيل عنه:
" أول من عدا به فرسه في سبيل الله، المقداد بن الأسود".


أسمه ونسبه

المقداد بن عمرو بن ثعلبة بن مالك بن ربيعة القضاعي الكندي البهراني
وكان يسمى 
المقداد بن الأسود لأن الأسود بن عبد يغوث -من مكة - حالفه فى دم وحماه فنسب له حتى اذا نزلت الآية الكريمة التي تنسخ التبني، نسب لأبيه عمرو..
وكان يكنى أبا الأسود. ومن أهم ألقابه : « حارس رسول الله ».
والمقداد من المبكّرين بالاسلام، وسابع سبعة جاهروا باسلامهم وأعلنوه، حاملا نصيبه من أذى قريش.
فقد روى عبد الله بن مسعود أنه: «كان أول من أظهر إسلامه سبعة رسول الله وأبو بكر وعمار وأمه سمية وصهيب وبلال والمقداد».
وقد هاجر للحبشة والمدينة وحضر بدر وكل ما تلاها الغزوات وفتح الشام ومصر.

موقفه فى بدر

ولسوف يظل موقفه يوم بدر موقفا عظيما لا ينسى..
يقول عبد الله بن مسعود:
" لقد شهدت من المقداد مشهدا، لأن أكون صاحبه، أحبّ اليّ مما في الأرض جميعا".
كان المسلمون يومها قلة ولم يمتحنوا فى قتال مباشر من قبل فى أول غزوة للأسلام فوقف الرسول عليه الصلاة والسلام ليشاورهم وينظر أستعدادهم لملاقاة جيش الكفار الأكثر عدة وعتادا.  
وأصحاب الرسول يعلمون أنه حين يطلب المشورة والرأي - فى المواضع التى لم ينزل فيها الوحى بالأمر الألهى- فلا حرج أن يقول أحد رأيه أيا كان ...

وقبل أن تتاح الفرصة للمقداد تكلم أبو بكر الصديق وقال فأحسن، وتلاه عمر بن الخطاب فقال وأحسن..
ثم تقدم المقداد وقال الكلمات الخالدة:
" يا رسول الله..
امض لما أراك الله، فنحن معك..
والله لا نقول لك كما قالت بنو اسرائيل لموسى
اذهب أنت وربك فقاتلا انا هاهنا قاعدون..
بل نقول لك: اذهب أنت وربك فقاتلا انا معكما مقاتلون..!!
والذي بعثك بالحق، لو سرت بنا الى برك العماد لجالدنا معك من دونه حتى تبلغه.
ولنقاتلن عن يمينك وعن يسارك وبين يديك ومن خلفك حتى يفتح الله لك".. 
تهلل وجه رسول الله وأشرق فمه عن دعوة صالحة دعاها للمقداد.. 
وهذا الرد والموقف الفاصل يبين لك لم كانت هذه الأمة خير أمة أخرجت للناس فى جهادها وطاعتها لله وتعلم لِم أذل الله  اليهود وأخزاهم بتخاذلهم وسوء أدبهم مع الله ورسله.  

وقام سعد بن معاذ زعيم الأنصار، وقال:
" يا رسول الله..
لقد آمنا بك وصدّقناك، وشهدنا أنّ ما جئت به هو الحق.. وأعطيناك على ذلك عهودنا ومواثيقنا، فامض يا رسول الله لما أردت، فنحن معك.. والذي عثك بالحق.. لو استعرضت بنا هذا البحر فخضته لخضناه معك، ما تخلف منا رجل واحد، وما نكره أن تلقى بنا عدوّنا غدا..
انا لصبر في الحرب، صدق في اللقاء.. ولعل الله يريك منا ما تقر عينك.. فسر على بركة الله"..
وامتلأ قلب الرسول بشرا.. وقال لأصحابه: " سيروا وأبشروا"..

ودارت المعركة وكان فرسان المسلمين ثلاثة فقط يومها: المقداد بن عمرو، ومرثد بن أبي مرثد، والزبير بن العوّام، بينما كان بقية المجاهدين مشاة، أو راكبين ابلا..
روي عن الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه أنه قال: «ما كان فينا فارس يوم بدر غير المقداد بن عمرو» 
كما روي عن القاسم بن عبد الرحمن أنه قال: «أول من عدا به فرسه في سبيل الله المقداد»

صموده وصده عن الرسول الكريم فى أحد

وقد كان أحد سبعة صمدوا في الدفاع عن الرسول يوم أحد، وقت أن انكشف عنه كبار الصحابة، وكان يرمي المشركين بالسهام إذ كان من الرماة المعدودين، ويومها كان قائدا لفرسان المسلمين ومعه الزبير، وهما من كسرا فرسان قريش في بداية المعركة، وكان على رأسهم خالد بن الوليد وعكرمة بن أبي جهل، 
وظل يحارب حتى بلغ 68 عاما وكان يقول :
ما تركت آية «انفِرُواْ خِفَافًا وَثِقَالاً…» لنا عذرا في القعود
 

حكمة المقداد

ولم يكن المقداد شجاعا صادقا فقط بل كان ذو فطنة وحكمة بليغة أكملها الأسلام وصقلها بنور الحق.

ولاه الرسول على احدى الولايات يوما، فلما رجع سأله النبي:
" كيف وجدت الامارة"..؟؟
فأجاب في صدق عظيم:
" لقد جعلتني أنظر الى نفسي كما لو كنت فوق الناس، وهم جميعا دوني..
والذي بعثك بالحق، لا اتآمرّن على اثنين بعد اليوم، أبدا"..

هذا هو المقداد رجل لا يخدع عن نفسه، ولا عن ضعفه.
يكتشف في نفسه هذا الضعف فيقسم أن يرفض الامارة.. ثم يبر بقسمه طول حياته..!!
وذلك لحديث طالما ردده عن رسول الله:
" ان السعيد لمن جنّب الفتن"..

ومن حكمته هذا الموقف يقول أحد جلسائه:
" جلسنا الى المقداد يوما فمرّ به رجل..
فقال مخاطبا المقداد: طوبى لهاتين العينين اللتين رأتا رسول الله صلى اله عليه وسلم..
والله لوددنا لو أن رأينا ما رأيت، وشهدنا ما شهدت 
فأقبل عليه المقداد وقال:
ما يحمل أحدكم على أن يتمنى مشهدا غيّبه الله عنه، لا يدري لو شهده كيف كان يصير فيه؟؟ 
والله، لقد عاصر رسول الله صلى الله عليه وسلم أقوام كبّهم الله عز وجل على مناخرهم في جهنم. 
أولا تحمدون الله الذي جنّبكم مثلا بلائهم، وأخرجكم مؤمنين بربكم ونبيكم"..

المقداد حارس الرسول

من شدة حبه الرسول لم يكن تسمع في المدينة فزعة، الا ويكون المقداد في مثل لمح البصر واقفا على باب رسول الله ممتطيا صهوة فرسه، ممتشقا سيفه..!!
وكلن المقداد حين يرى فضل الله ونصر الأسلام يردد: " لأموتنّ، والاسلام عزيز"..!!
تلك كانت أمنيته، أن يموت والاسلام عزيز.. 
ولكا هذا قال عنه الرسول عليه الصلاة والسلام:
"ان الله أمرني بحبك.. وأنبأني أنه يحبك" ...
وقال
"إن الله أمرني بحب أربعة، وأخبرني أنه يحبهم: علي، والمقداد, وأبو ذر، وسلمان"(التِّرمِذي وابن ماجه).

وفاته

توفي المقداد سنة 33 هـ بالجرف عن عمر 70 عاما، فحُمل إلى المدينة، وصلى عليه عثمان بن عفان، ودُفن في البقيع. 

المصادر
رجال حول الرسول (خالد محمد خالد)
ويكيبيديا العربية

Post a Comment

0 Comments