صفوة التفاسير ... خلاصة كتب التفاسير بفهم العصر

                   
المؤلف: محمد على الصابونى
الناشر: المكتبة العصرية.
عدد الصفحات: 3 مجلدات 1717 صفحة أو مجلد واحد كبير 1576 صفحة.

من هو المؤلف -  الشيخ محمد على الصابونى ؟



التفاسير المعاصرة

مع طبيعة العصروالأنشغال بشئون الحياة مع ضعف العلم بالعلوم اللغوية وعلوم القرآن وتغير حال اللغة حتى صارت قراءة كتب التراث وأمهات التفاسيركقراءة الطلاسم لمن لم يعتد لغتها أو لا يطيق قراءة الأختلافات والأقوال المتعددة فى كل مسألة جاءت الحاجة الى تفاسير أكثر وضوحا وأقل ضخامة وتوسعا. 
وترجم ذلك الى تأليف العديد من التفاسير المعاصرة والتى تعتبر مختصرة بالمقارنة بأمهات التفاسير. كما ظهرت التفاسير المختصرة على هامش/حاشية  المصحف وأيضا معانى الكلمات على الهامش.

مقدمة التفسير (بقلم الشيخ الصابونى)

"وقد سلكتُ في طريقي لتفسير الكتاب العزيز الأسلوب الآتي:
ـ أولاً : (بين يَدَيْ السورة) ، وهو بيان إجمالي للسورة الكريمة، وتوضيح مقاصدها الأساسية .
ـ ثانياً : المناسبة بين الآيات السابقة والآيات اللاحقة .
ـ ثالثاً : اللغة مع بيان الاشتقاق اللغوي، والشواهد العربية .
ـ رابعاً : سبب النزول .
ـ خامساً : التفسير .
ـ سادساً : البلاغة .
ـ سابعاً : الفوائد واللطائف .
وقد مكثت في تأليف هذا التفسير خمس سنوات، أواصل فيه الليل بالنهار، وما كنتُ أكتب شيئاً حتى أقرأ ما كتبه المفسرون في أمهات كتب التفسير الموثوقة، مع التحري الدقيق لأصح الأقوال وأرجحها".


صدور التفسير

صدرت الطبعة الأولى من كتاب "صفوة التفاسير" إلى سنة 1978 أي في أوج الصراع بين الكتلتيْن: الرأسمالية والشيوعية. ولذا لزم تقديم القرآن للمؤمن كمرجعية روحية يستند إليها بعيداً عن "إلحاد المادية" و"انفلات الليبرالية". 

وقد أشار الكاتب إلى هذا قائلاً
"القرآن كفيلٌ بتخليص الإنسانية من شقاء الحياة وجَحيمها المُستَعِر".

التفسير

هذا هو أشهر مؤلفات الصابونى وأكبر تفاسيره المتعددة فى 3 أجزاء وقد جمع فيه من كل أمهات التفاسير وجاء منظما سهل العبارة وناله الثناء وأيضا كثير من النقد. 

يتميزصفوة التفاسيرعن باقى التفاسير بميزتين هما: دقة التنظيم ووضوح العبارة وسهولتها.

أن دقة تنظيمه والعناوين الواضحة وهذا المنهج الدقيق الذى وضحه فى مقدمة التفسير وألتزم به الكتاب (العناوين السبع المذكورة بأعلى) لا تجده فى أى من التفاسير القديمة أوالحديثة.
ويمكننا أن نقسم التفسير لجزئين رئيسيين:
الجزء الأول: (بين يدى السورة) وفيه يكتب -أشتملت السورة على - أى المحاور التى تدور حولها السورة ثم يذكر تسلسل الموضوعات فى السورة وعلاقتها وهذا ما يسمى ب(التفسير الموضوعى) وهو مايجعلك تشعر أن كل سورة من القرآن وحدة متكاملة من أجزاء مترابطة منطقيا وليس آيات متفرقة وهو ما ينقص الكثير من أمهات التفاسير التى لا تكاد تذكره وأنما كان يذكر فى كتب علوم القرآن ككتب العلامة جلال السيوطى ثم ينتقل لسر تسمية السورة وفضلها.
ويعد (بين يدى السورة) أهم مميز للتفسير.
الجزء الثانى:  (تفسير الآيات) فيذكر أولا مناسبتها وسبب النزول ثم اللغة والبلاغة (البيان والمعاني والبديع) ثم يتبع ذلك أخيرا بالتفسير.  

قد أعتمدّ الصابوني على تراث المفسرين من أمهات التفاسير(التفاسيرالنقلية) مثل تفاسير: الطبري وابن كثير والقرطبي وأجزاء من التفاسير العقلية (جزء منها معتزلة) مثل: الزمخشري والبيضاوي والألوسي، في منهج توليفي، وتفادى ما تمكن "الإسرائيليات" لينقى التفسير من شوائبها. أنظر الأسرائيليات.

تحرى المؤلف وضوح ودقة العبارة وتجنب التعقيد والإطالة، وحاول ما أستطاع اختيار أصح الأقوال المعتمدة.

مدح التفسير

قَدَّم للتفسير جماعة من العلماء، ومما كتبوه :

الشيخ عبد الحليم محمود (شيخ الجامع الأزهر) رحمه الله تعالى وقال: " كتاب نفيس ، هو زهور رائعة لكثير مما أَنْتَجَتْه قرائحُ أسلافنا ـ رضوان الله عليهم ـ في التفسير".  

الشيخ عبد الله خياط (خطيب المسجد الحرام) رحمه الله تعالى، وقال : "كنتُ أجد في نفسي رغبة مُلِحَّة لتفسير القرآن الكريم في متناول طالب العلم ، يُحْمل ما تَفرَّق في كتب التفسير المعتبرة ويُغْنيه عن المراجع المطوَّلة ويُعطيه فكرة واضحة عن لغة القرآن ، وسبب النـزول، ويُيَسِّر له المعاني ؛ فيكون زاده وعُدَّته ، فكان كتاب "صفوة التفاسير" هو الضالة المنشودة ، والحلقة المفقودة؛ إذ قد عُني مؤلفه (فضيلة الشيخ محمد علي الصابوني) بكل ما أشرت إليه مما حقَّق الرغبة ، ولبَّى الحاجة".

الشيخ عبد الله بن حميد (رئيس مجلس القضاء الأعلى) رحمه الله تعالى، وقال : "فقد أجاد المؤلف وأفاد فيما سمعته من كتابه ـ جزاه الله خيراً ـ كما اجتهد في جمعه واختار أصح الأقوال وأرجحها في تفسير كتاب الله، وَجَمَع في هذا التفسير بين المأثور والمعقول بأسلوب واضح ، وطريقةٍ حديثةٍ سَهْلة".

هذا وقد اخْتَصر الشيخ الصابوني "صفوة التفاسير" في كتاب سَمَّاه بـ "درة التفاسير" أو "المُنْتَخب من صفوة التفاسير" . أنظر هنا.

نقد التفسير
نال الكتاب هجوم من مجموعة من علماء السلفيين مثل بن جبرين و صالح الفوزان و محمد زينو فى رسالة "رسالة التنبيهات حول صفوة التفاسير" وهو حقيقة هجوم على الكاتب نفسه بأنه أشعرى المذهب فى الأسماء والصفات وأعتبروا أنه أعتمد على بعض المصادر من كتب المعتزلة ورغم عدم ثبوت ما يخالف العقيدة صراحة فى صفوة التفاسير الا أنهم أتهموه بالأخفاء وعدم الوضوح فيما يخص ذكر الأسماء والصفات الألهية وحذروا من الكتاب مما صرف الكثير عنه رغم أعتراف كثير منهم بقيمته العلمية. 
وقد رد الشيخ الصابونى بكتابين "كشف الإفتراءات في رسالة التنبيهات" و التبصير بما في رسائل بكر أبو زيد من التزوير.


 كما يوجد نقد عام للتفاسير المعاصرة المختصرة أن اعتماد التبسيط والإيجاز في شرح القرآن، يأتى أحياناً على حساب أظهار ثراء القرآن وتعدد أوجه فهمه وأساليب بلاغته مما لا يفسر على وجه واحد وهى من أسرار أعجاز النص القرآنى.
ورأى نجم الدين خلف فى مقالته أن عالم الدين التونسي الطاهر ابن عاشور (1869- 1973) نَخَل التراث التفسيري برمته نَخْلاً، وحرّر كلَّ مضامينه، في حين اكتفى الصابوني بالتوفيق بين الآراء فقط وأسهب فى الجوانب البديعية.

فيديوهات لتعليقات محايدة





الخلاصة


صفوة التفاسير مؤلف قيم لا يجب أن تخلو منه مكتبة الأسرة المسلمة لسهولته ودقة ترتيب عناوينه وأفكاره المميزة وما فيه من خلاصة أقوال أئمة المفسرين مع الجوانب اللغوية والبيانية التى ساعد على تذوق النص القرآنى.
وحيث أن الكمال لله وحده فيجب الألتفات لنقاط النقد المذكورة والرجوع لأمهات التفسير للتحقيق فيها وعلى منتقديه أخذ منهاجه فى تجميع الآراء والتنظيم مع أصلاح ما يرونه من علل ليخرجوا لنا بتفاسير تحقق المزيد من النفع مع تلافى الأخطاء. 
فجزى الله الشيخ الصابونى خيرا على جهده وأخلاصهوبارك فى كل من سعى لتيسير علم التفسير للمسلمين.

المصادر
صفوة التفاسير (المقدمة)
إرشاد بتفسير ميسر للقرآن الكريم (مقالة: الشيخ صالح بن محمد الأسمري)
محمد علي الصابوني.. بقدر أفهام العصر يكون التفسير (مقالة: نجم الدين خلف الله).

Post a Comment

0 Comments