يوشع ابن نون عليه السلام... نبى وملك فتح بيت المقدس وحبست له الشمس



أسمه ونسبه

يوشع بن نون بن أفراهيم بن يوسف بن يعقوب بن إسحق بن إبراهيم الخليل 
أسمه فى التوراة: يشوع (יְהוֹשֻׁעַ يِهُوشُوَّع بالعبرية). 
وبالأنجليزية Joshua.
وفى التوراة والعهد القديم سفر بأسم يشوع.

النشأة

منذ صغره صحب يوشع عليه السلام كليم الله موسى عليه السلام وتعلم منه. وقد ورد ذكريوشع عليه السلام فى القرآن بدون أسمه فهو فتى سيدنا موسى الذي صاحبه للقاء الخضر.
فَلَمَّا جَاوَزَا قَالَ لِفَتَاهُ آتِنَا غَدَاءَنَا لَقَدْ لَقِينَا مِن سَفَرِنَا هَٰذَا نَصَبًا (الكهف - الآية 62)

كفاح فى سيناء 

بعد خروج بنى أسرائيل من مصر بمعجزة شق البحر الى سيناء ضاقوا بمقامهم وأكل المن والسلوى فأمرهم الله أن يدخلوا بيت المقدس فأبوا خوفا من الجبارين (الكنعانيين - أهل فلسطين)   
قَالُوا يَا مُوسَىٰ إِنَّ فِيهَا قَوْمًا جَبَّارِينَ وَإِنَّا لَن نَّدْخُلَهَا حَتَّىٰ يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِن يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِنَّا دَاخِلُونَ (المائدة 22)
قَالَ رَجُلَانِ مِنَ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمَا ادْخُلُوا عَلَيْهِمُ الْبَابَ فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غَالِبُونَ ۚ وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ (المائدة 23)
قَالُوا يَا مُوسَىٰ إِنَّا لَن نَّدْخُلَهَا أَبَدًا مَّا دَامُوا فِيهَا ۖ فَاذْهَبْ أَنتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ (المائدة 24)

قد أراد الله أن ينهى هذا الجيل ضعيف العزيمة والأيمان الذى رفض دخول بيت المقدس مع سيدنا موسى خوفا من قتال الجبارين. ويقال أنه لم يخرج من التيه من الجيل الأول - الذى ولد فى مصر ودخل مع موسى التيه - ألا أثنين وهما اللذان لم يخافا قتال الجبارين  وقالا لقومهم سابقا أدخلوا عليهم: يوشع بن نون (ثانى ذكر له فى القرآن بدون أسمه) و كالب بن يوفنا (وقد كان خليفة يوشع فى بنى أسرائيل). 

أختار الله يوشع للنبوة وعلى قول المفسرين فى حياة موسى على السلام وحينما مات هارون وبعده موسى بثلاث سنوات خلفهم يوشع.
حكم النبي يوشع بني إسرائيل فى تيه صحراء سيناء بعد موت كليم الله حتى أنتهت مدة التيه وهى حوالى 40 سنة.
 ثم قاد النبى يوشع جيش بنى أسرائيل الذين ولدوا فى التيه ليخرجوا منه بأمر الله ثم يعبروا نهر الأردن تجاه فلسطين.

نبى وملك و قائد محنك

وقد كان يوشع نبيا و ملكا ,نبيا يحكم بين بنى أسرائيل وملكا يقودهم فى الحروب.
يوشع و داود و سليمان عليهم السلام هم فقط من جمعوا النبوة والملك فقد كان بنو أسرائيل ينتظرون الأنبياء من سبط (نسل) لاوى و الملوك من سبط يهوذا من الأسباط أبناء يعقوب عليه السلام وسبب أعتراضهم على طالوت أنه ليس من نسل أى منهما ولكن الله أراد ذلك.


قصة التابوت

كان مع اليهود تابوت الميثاق (تابوت العهد) وهو صندوق يضم بقية مما ترك موسى وهارون، وما بقي من ألواح التوراة التي أنزلت على موسى بعد أن تكسر معظمها. وكان وجود التابوت في الحرب يقوى عزيمتهم ويجعلهم يثبتوا حتى النصر.

فتح بيت المقدس (أورشليم) وحبس الشمس ليوشع "إنك مأمورة، وأنا مأمور، اللهم احبسها علي"

  قطع يوشع بجيشه نهر الأردن إلى أريحا، وكانت من أحصن المدائن  فحاصرها 6 شهور ولما أقتحم الأسوار وفى المعركة الأخيرة عصر يوم الجمعة حدثت معجزة حبس الشمس. 

عن رسول الله -صلى الله عليه و سلم -
 ‏ غزا نبي من الأنبياء فقال لقومه لا يتبعني رجل قد ملك ‏ ‏بضع ‏ ‏امرأة وهو يريد أن ‏ ‏يبني ‏ ‏بها ولما ‏ ‏يبن ‏ ‏ولا آخر قد بنى بنيانا ولما يرفع سقفها ولا آخر قد اشترى غنما أو ‏ ‏خلفات ‏ ‏وهو منتظر ولادها

أى أنه أختارللجيش من كان قلبه و عقله مشغول بالجهاد و شاغر من أى هم آخر كزواج حديث أو بناء بيت أو تكاثر غنم. 
قال فغزا ‏ ‏فأدنى ‏ ‏للقرية ‏ ‏حين صلاة العصر أو قريبا من ذلك  
فقال للشمس: أنت مأمورة وأنا مأمور اللهم احبسها علي شيئا فحبست عليه حتى فتح الله عليه.

 فقد كان فى شريعة اليهود ألا يعملون ولا يحاربون فى يوم السبت، وعندما وصل وقت العصر يوم الجمعة خشي أن يذهب النصر إذا توقف عن القتال، فدعى الله أن يحبس الشمس (أى رجعت أو توقفت مكانها أو بطأت حركتها).
قال فجمعوا ما غنموا فأقبلت النار لتأكله فأبت أن ‏ ‏تطعمه ‏ ‏فقال فيكم ‏ ‏غلول ‏ ‏فليبايعني من كل قبيلة رجل فبايعوه فلصقت يد رجل بيده فقال فيكم ‏ ‏الغلول ‏ ‏فلتبايعني قبيلتك فبايعته قال فلصقت بيد رجلين أو ثلاثة فقال فيكم ‏ ‏الغلول ‏ ‏أنتم ‏ ‏غللتم ‏

كان محرما على بنى أسرائيل الغنيمة وكانوا يقدمونها قربانا فيرسل الله صاعقة تأكله وهى تعنى رضا الله أما الغلول فهو الأخذ من الغنيمة سرا ولذلك لم يقبلها الله منهم.
‏قال فأخرجوا له مثل رأس بقرة من ذهب قال فوضعوه في المال وهو ‏ ‏بالصعيد ‏ ‏فأقبلت النار فأكلته
فلم تحل الغنائم لأحد من قبلنا ذلك بأن الله تبارك وتعالى رأى ضعفنا وعجزنا فطيبها لنا (صحيح مسلم)

ويدل علي ذلك أيضا رواية أخرى للحديث
إن الشمس لم تُحْبَسْ لبَشَرٍ إلا ليوشع لَيَاِلَي سافَرَ إلى بيت المقدس (مسند أحمد)

دخول بنى أسرائيل بيت المقدس 

وقد أمر الله بنى أسرائيل بعد أن ينصرهم على عدوهم وقت دخولهم المدينة أن يظهروا الشكر بالفعل والقول فيدخلوا ساجدين (أي راكعين مطأطئي رءوسهم شاكرين لله) وأن يقولوا عند دخولهم: (حِطَّةٌ).. بمعنى حط عنا خطايانا و خطايا آبائنا التي سلفت.

وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُوا هَٰذِهِ الْقَرْيَةَ فَكُلُوا مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَدًا وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا وَقُولُوا حِطَّةٌ نَّغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ ۚ وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ (58)فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا قَوْلًا غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ فَأَنزَلْنَا عَلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا رِجْزًا مِّنَ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ (البقرة 59)

و كعادة بنى أسرائيل خالفوا أمر الله قولا وفعلا.. فدخلوا يزحفوا على مؤخراتهم بدلا من السجود، وبدلوا قول الله الى (حنطة) أى حبة .. فأصابهم عذاب من الله (وهو الطاعون) بما ظلموا. 
وحكم النبى يوشع بين بنى أسرائيل بالتوراة حتى توفى. 


موته و قبره

مات يوشع عليه السلام وعمره 127 عاما ويقع قبر وضريح النبي يوشع بن نون في مقبرة الشيخ معروف في الكرخ فى بغداد، ويوجد له مقام  في مدينة السلط بغرب الأردن يعرف باسم "النبي يوشع".

وبعد وفاة يوشع لا ينتهى إجرام ومخالفة بنى أسرائيل لأمر الله الذين سموا أنفسهم شعب الله المختارليبيحوا لأنفسهم كل المحظورات فبدلوا كلام الله و حوروا التوراة وقتلوا أنبيائهم.
فسلط الله عليهم الملوك الجبارين، يظلمونهم ويسفكون دمائهم، وسلط عليهم أعدائهم من الكنعانيين ليقتلوهم ويأسروهم وضاع منهم التابوت فى أحد الحروب سرقه منهم أعدائهم.
حتى يبلغ بهم البلاء و الذلة آخرها فيتضرعوا لله ويطلبوا العون ويقسموا على التوراة ليطيعوا فيرسل الله لهم شمويل (صموئيل) و طالوت و داود ولذلك حديث آخر.


المصادر:
قصص الأنبياء (جزء من كتاب البداية و النهاية لأبن كثير)
ويكيبيديا العربية

Post a Comment

0 Comments