ما هى الإسرائيليات؟ وهل يجوز الأستشهاد بها؟ و متى؟


معنى الإسرائيليات

الإسرائيليات هي الأخبار والروايات المنقولة عن أهل الكتاب (اليهود و النصارى) وأكثرها عن بني إسرائيل وهو سبب التسمية.

متى ولماذا ذكر المسلمون الأسرائيليات

قبل البعثة النبوية كان اليهود معروفون بأنهم أهل الكتاب وأصحاب المعرفة الدينية عكس باقى العرب المشركين الذين كانوا أميين لا علم لهم بالشرائع السابقة ولا قصص الأنبياء ولا أحداث التاريخ ولذا كان بعض العرب يسألون بنى أسرائيل عن بدء الخليقة وقصص الأولين وأن لم يهتموا لجانب العقيدة وذكر الأنبياء.

وبعد البعثة والهجرة حصل تقارب بين المسلمين واليهود حيث كان الرسول يطمع فى أيمانهم وهم أهل شريعة وعندهم وصف النبى وبشارته وقد سأله اليهود كثيرا للتحقق من نبوته ومعرفة ما أنزل عليه من تشريع بالأضافة الى عهد المسلمين مع اليهود بالدفاع عن المدينة.
وبعد عناد اليهود قتلة الأنبياء المعتاد وخيانتهم المسلمين وتحالفهم مع المشركين فى أول فرصة نالوها حدث الحرب بين الفئتين وبعد النصر أمر الله رسوله بأجلاء اليهود من المدينة.

وقد عرف المسلمون الروايات المستقاة من التوراة من المسلمين الجدد الذين كانوا من قبل على الديانة اليهودية مثل عبد الله ابن سلام وكعب الأحبار أو المسيحية مثل تميم الدارى.

وقد ذكر ابو هريرة و عبد الله بن عباس و عبد الله بن عمرو بن العاص بعض الأسرائيليات وأنكروا منها ما خالف الكتاب و السنة.

ومصدر العلم والتشريع فى الأسلام هو الكتاب و السنة الصحيحة وهما ما بدلَ حال العرب من أميين لا يفقهون علما الى أصحاب شريعة صحيحى العقيدة يسمعون من أهل الكتاب فيصححون لهم ما أخطأوا.   
أما ما سبق من الشرائع وطاله التحريف فقد حذر الرسول من الأخذ به كمُسَلَم والأكثار منه ومن ذلك نهيه لعمر ابن الخطاب رضى الله عنه عن الأستغراق فى قراءة أخبار أهل الكتاب (مسند أحمد).

ما ورد فى الحديث عن الأسرائيليات

حدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج (رواه البخاري).

إذا حدَّثَكم أَهلُ الْكتابِ فلا تصدِّقوهم ولا تُكذِّبوهم فإمَّا أن يحدِّثوكم بحقٍّ فتُكذِّبوهُ وإمَّا أن يحدِّثوكم بباطلٍ فتصدِّقوهُ (رواه البخاري).

فى شرح صحيح البخاري لابن بطال: يعني: فيما ادعوا من الكتاب ومن أخبارهم، مما يمكن أن يكون صدقاً أو كذباً، لإخبار الله تعالى عنهم أنهم بدلوا الكتاب ليشتروا به ثمناً قليلاً، ومن كذب على الله فهو أحرى بالكذب في سائر حديثه.

وفى فتح الباري فى شرح صحيح البخاري لأبن حجر: ولا تكذبوهم ـ أي إذا كان ما يخبرونكم به محتملاً، لئلا يكون في نفس الأمر صدقاً فتكذبوه، أو كذباً فتصدقوه فتقعوا في الحرج.

حكم الأسرائيليات

يجوز التحديث بها في باب النصح والوعظ دون الجزم بصحتها إن لم يعلم بطلانها، 
لقوله صلى الله عليه وسلم: حدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج.


ذكر الأسرائيليات فى التفسير والأستشهاد بها

الإسرائيليات ثلاثة أقسام:
الأول: ما يوافق القرآن، فهذا نصدقه ونحدث به.
الثاني: ما يكذبه القرآن، فهذا يجب علينا تكذيبه.
الثالث: أخبار لم يكذبها القرآن ولم يصدقها، فهذه نحدث بها على جهة الاستئناس بها، مع عدم تصديقها أو تكذيبها، بل نقول: آمنا بالذي أنزل إلينا وأنزل إليكم (المقصود الكتب الأصلية التى أنزلها الله الغير محرفة الموجودة الآن)

ولهذا أختلف علماء أهل الكتاب في هذا. فقد أورد كثير من المفسرين الإسرائيليات في كتبهم باعتبارها من القسم المأذون فيه.

ذكر أئمة التفسير الثقات - مثل ابن جرير الطبرى والحافظ ابن كثير- الأسرائيليات ولكن ليحذروا منها وللتحقيق وتصفية التراث من الروايات الشائبة الغير مقبولة التى أحيانا تدس وسط الروايات الصحيحة عن الرسول والصحابة والتابعين وذكروها أيضا بغرض الأمانة العلمية فى مؤلفاتهم فى التاريخ .

إلا أن بعض المفسرين توسع في ذكر الأسرائيليات، فأدخل ما لا تليق نسبته إلى الله عز وجل أو إلى أنبيائه.

والأستشهاد بالأسرائيليات - المختلف فيه- ليس فى أمور العقيدة و التشريع ولا فيما ورد ذكره صريحا فى القرآن ولكن فى أمور أبهمها الله تعالى في القرآن مثل أسماء أصحاب الكهف، ولون كلبهم، وعددهم. وعصا موسى من أي الشجر كانت. وأسماء الطيور التي أحياها الله لإبراهيم، وتعيين البعض الذي ضرب به القتيل من البقرة، ونوع الشجرة التي كلم الله منها موسى إلى غير ذلك مما مما لا فائدة في تعيينه تعود على المكلفين في دينهم و لا دنياهم.ولكن نقل الخلاف عنهم في ذلك جائز.


تنبيه هام

ولذلك وجب التنبيه كيلا يستغل المضللين جهل البعض الذين يطعنون فى القرآن وتفسيره من خلال الطعن فى أئمة التفسير -الذين ذكروا الأسرائيليات ليحذروا منها و ينقوا الدين مما شابه- ويساوونهم بمن يفسروا القرآن بالأسرائيليات والروايات المحرفة فالفرق كبير.

 أنظر الإسرائيليات فى التفسير و الحديث (محمد حسين الذهبى)  

المصادر

صحيح البخارى
فتح البارى فى شرح صحيح البخارى (لأبن حجر العسقلاني)
الإسرائيليات فى التفسير و الحديث (محمد حسين الذهبى)   

فتاوى موقع أسلام ويب
ويكيبديا العربية

Post a Comment

0 Comments